الصفحة الرئيسية › رياضة

رياضة إلى سليم الرياحي : كلامك عن "السواحلية" يثير نعرة الجهويّة...

سواء كان لك 2000 مليار من مليماتنا أو تملك 500 مليم في البنك، سأخاطبك باللهجة نفسها أي بالصراحة التي دأبت عليها وذلك بعد أن استمعت إليك تتحدّث في التلفزة عن بعض العائلات «السواحلية» بنبرات ممزوجة بالسخرية، فقد دعوتها إلى ضخّ الأموال لفائدة النجم الرياضي الساحلي وذلك من أجل انتداب لاعبين من طراز رفيع قادرين على الفوز ببطولة كرة القدم..
أنا من عائلة تونسية من العاصمة أبا عن جدّ ومع هذا أحبّ كل التونسيين وأعتبر انّي في بلادي سواء كنت في باب الجديد أو في المدينة العتيقة في جوهرة الساحل، أو في مدنين أو بنزرت أو قفصة أو الكاف. كما أنّ لي أصدقاء في كلّ المدن التونسيّة ولا أفرّق بينهم جميعا لأنّنا كلنا توانسة..
ورغم أنّي ترأست النادي الرياضي لحمام الأنف فإنّي أشجّع اللعب الجميل لأي فريق تونسي وأساند الترجي والنجم والافريقي والنادي الصفاقسي أو أي فريق تونسي آخر كلّما تباروا مع فريق أجنبي في المسابقات الافريقيّة..
ونظرا الى قلّة خبرتك فقد طلبت من «العائلات السواحلية» ضخّ أموال لشراء لاعبين وكان عليك ألاّ تستعمل كلمة «سواحلية» بل ان تقول «مسيّري النجم»، فبعض الألفاظ من شأنها أن تساهم في اشعال نيران الجهويات وهو أمر في منتهى الخطورة وستكتشف ذلك في المقابلات المقبلة التي ستجمع بين الافريقي والنجم، وأخشى ان نشاهد فوق الميدان وخارجه مشاهد عنف وشغب.. وهل من الحكمة وسداد الرأي أن تتهجّم بصفة مجانية علي رضا شرف الدين وهيئته؟ فمهما يكن من أمر، أطلب من لاعبي النجم والافريقي ومن جماهير هذين الفريقين ألاّ يسقطوا في فخّ التصريحات التي تغذي النعرات الجهوية.
أمّا أنت يا أخي سليم الرياحي فإنّي أطلب منك أن تعتذر عن الكلمات التي تفوّهت بها وأنت رئيس ناد عريق له أمجاده وأنصاره في كلّ أنحاء الجمهورية، كما أنّك مترشّح لرئاسة الجمهورية ومن أبسط ما يطلب من الرئيس هو أن يجمع كلّ التونسيين، كما أنصحك بأن تتجنّب في المستقبل التصريحات التي يتلذّذها «الجمهور الصفر» أي غير الواعي ويرفضها كل مساند للنادي الافريقي عاقل وناضج فكريا..
كما انّ على مستشاريك ان ينتقدوك وينصحوك دون خوف منك أو تملّق أو طمع في مالك، فهم وبعد قراءة هذه الكلمات سيركضون نحوك ليقولوا لك «آه! هذا المقال مجانب للصّواب وصيد في الماء العكر».. فحذار من «بني وي وي» Béni oui-oui واستفق.. انّ المسؤول السياسي أو الرياضي مطالب بضبط النفس وبأن يدير لسانه في فمه سبع مرات قبل أن يتكلّم لأنّ «الزلقة بفلقة» وكلمة واحدة في غير محلّها قد تخلّف ما تخلّف.
انّ المال لا يمنحك حقّ اختراق كلّ الحدود كما انّ الخلط بين الرياضة والسياسة أمر لا يجوز أخلاقيا.. مع تمنياتي لك بالنجاح المهني والرياضي.

بقلم: محمد المنصف بن مراد